الجهاز المناعى والفيروساتأما عدوها الأقوى، فلا تواجهه الفيروسات سوى داخل الجسم، ألا وهو الجهاز المناعي. يجوب الجسم بصورةمتواصلة جيش من الخلايا اللمفاوية(Lymphocytes)
)شكل 3( والخلايا الفاتكة الطبيعية. وباستخدام الكيمياء الحيوية بطرق أكثر مهارة من أحدث ما توصل إليه العلماء، تبحث عن الخلايا المحتوية على الفيروسات وتقتلها مما ينتج عنه عادة شفاء كاملا. وحتى أمراض مثل الكوليرا، وحمى الدنج، وحمى لاسا، لا تقتل سوى عدد قليل من ضحاياها.
والجهاز المناعي هو نجم أهم انتصار حقّقه الجنس لبشري على الفيروسات حتى الآن. ويؤدي التعريض المتعمد لذرية خفيفة من
الفيروس التلقيح (Inoculation)أو لأجزاء من غلافه البروتيني
التطعيم(Vaccination)لإعداد الجهاز المناعي لهجوم فيروسي شامل وقد أنقذ ذلك حياة الملايين وأدى في عام 1980 إلى استئصال الجدري من العالم، وهو أول نصر كامل يمكن تحقيقه على مرض فيروسى.
لكن الحرب ضد الفيروسات أبعد ما تكون عن نهايتها،ويعني تركيبها الجيني البسيط أنها قادرة على إحداث الطفرات سريعا. وبتغييرها المستمر لغلافها البروتيني، تقوم الفيروسات المسببة للإنفلونزا بإجبار الجهاز المناعي على البداية من نقطة الصفر في كل مرة، مما يمنحها الوقت الكافي للانتشاروتمتلك تلك الفيروسات قدرة على التقلب مثل الحرباء، وهو السبب في إحباط محاولات العثور على
دواء شاف من نزلات البرد حتى الآن.
وقد طورت بعض الفيروسات طرقا لغزو الخلايا دون إحداث أعراض بحيث تنتشر دون أن يدري المريض بوجودها أصلا ومن بين هذه الفيروسات ,فيروس العوز المناعي البشري وبعض أنواع فيروسات الهربس (Herpes)وفيروس غرب النيل، والذي يقتل شخصا واحدا من بين كل 50 شخصا يصيبهم بالعدوى.
وقد ازدهر العديد من الفيروسات بهجر مضيفهاالأصلي ومهاجمة أنواع حية مختلفة تماما. وقد تم الربط بين الإنفلونزاوبين
الفيروسات التي تصيب الطيور والخنازير، والتي وصلت إلى البشر عن طريق الاختلاط اللصيق بتلك الحيوانات في المزارع؛ كما أن ممارسات
الصيد والقنص يعتقد أنها تسببت في إطلاق وباء الإيدز،حيث تم تحديد كون الفيروس (HIV) نمطا طافرا من الفيروس (SIV-CPZ)وهو
فيروس يصيب قرود الشمبانزي الواطنة في غرب ووسط أفريقيا. وتم الربط بين فيروس (SARS)وبين أحد الفيروسات المكللة التى تصيب قطط الزباد (Civet cats)وهي طعام للمترفين في جنوبى الصين .
هل ينتشر الإيدز مثل(SARS)؟ كثير من العلماء مقتنعون بأنها مسألة وقت قبل أن يصيبنا
فيروس فجائي مميت مثل الإيدز، وقد تعزز هذا الخوف مؤخراً مع انتشار فيروس إنفلونزا الطيور، وبالتالي فهم مصممون على الاستعداد لذلك الوباء. وظل علماء الفيروسات يقودون الجهود الرامية لكشف غموض الجينات: كانت العاثية فاي إكس 174 هى
أول كائن حي يتم رسم خريطة الجينوم الخاصة به في العام1977
أما الآن، فقد تم فك شفرة الجينوم الخاص بالكثير من الفيروسات، مما يساعدنا على فهم الكيفية التي تغزو بها الخلايا وتنشر بها العدوى. وتساعد هذه التبصرات في التوصل إلى أدوية مضادة
للفيروسات، مثل دواء ريلينزا(Relenza)المستخدم في علاج الإنفلزنزا، والتي تؤثر على بروتين معين على سطح الفيروس، مما يقلل من قدرته على الخروج من الخلايا المصابة بالعدوى.
ويحقِّق علماء الفيروسات أيضا بعض التقدم ضد الفيروسات سريعة التطفّر، والتي تمثل أهدافا صعبة على وجه الخصوص. وقد أظهرت الأبحاث وجود مناطق صغيرة للغاية على أغلفتها البروتينية تتميز بثباتها مهما بلغ عدد الطفرات التي يتعرض لها الفيروس. وتمكنت شركة البيوتكنولوجيا الأمريكيةViroPharma من إنتاج دواء يستهدف هذه المناطق في العديد من الفيروسات، بما فيها تلك المسببة للإنفلونزا.
وفي حين يلوح في الأفق الدواء الذي طال انتظاره للبرد والزكام، فإن ما يرغب في التوصل إليه علماء الفيروسات أكثر من أي شيء هو أدوية رخيصة وفعالة في الوقت نفسه لعلاج فيروس العوز المناعي البشريHIV ؛ فهذا الفيروس المذهل التعقيد يفتك بالخلايا ذاتها التي يستخدمها الجسم لمحاربة العدوى. ويمثل التوصل إلى أدوية تستهدف الفيروس وحده دون تأثيرات جانبية كبيرة أمرا مرهقا؛ فبينما قد تساعد توليفة من الأدوية المضادة للفيروسات
في السيطرة على الفيروس HIV إلا أنها لا تستطيع تخليص الحاملين منه إلى الأبد. ومن الصعب أيضا التوصل إلى لقاحات فعالة لهذا
الفيروس ...
وفيما تستمر الحرب ضد الفيروس HIV قد يشير النجاح ضد فيروس
SARS شكل 4 إلى أفضلا استراتيجية لمكافحة الفيروسات، والتي لابد من تطبيقها للقضاء على أوبئة مثل إنفلونزا الطيور؛ وهي التعاون الدولي. فبعد أسبوعين فقط من إصدار منظمة الصحة
العالمية لتحذيرها العالمي في مارس 2003 ، تمكن العلماء
في كل من هونج كونج وأمريكا من اكتشاف العامل المحتمل أن يكون سببا في متلازمة SARS والتعرف عليه على أنه واحد من الفيروسات المكللة شبيه بذلك المسبب لنزلات البرد الشديدة. وخوفا من حدوث وباء، أعدالمسؤولون الصحيون في جميع أنحاء العالم برامج للتقصي
والحجر الصحي للمسافرين الدوليين. وقد كان من الممكن بصورة كبيرةأن تقل وفيات SARS لو أسرعت الصين في تنبيه العالم بحدوث الحالات الأولى لهذا المرض .
وتتشابه هذه مع قصة الإيدز، حيث أدى رفض السياسيين ورجال الدين لمواجهة الحقائق إلى الوفاة المبكرة لملايين المرضى.
ويمثل إنتاج أدوية لمعالجة وشفاء الأمراض الفيروسية واحدا من أعظم تحدياتنا الطبية، برغم أن أوبئة الإيدز وSARS تظهر أن الانتصار على هذه الطفيليات الجزيئية سيعتمد في النهاية على السياسة، على الأقل بنفس قدر اعتماده على العلم.
الثلاثاء مايو 26, 2015 4:03 pm من طرف sameh_m77
» تحميل برنامج معامل التحاليل الطبية
السبت مايو 16, 2015 6:38 am من طرف moudgate
» أقوى البرامج لإدارة معامل التحاليل الطبية ( برنامج My Perfect Lab )
الأربعاء أبريل 22, 2015 4:54 am من طرف هادى الجبار
» اتلرجاء ارسال اسم المستخدم والباسورد
الجمعة مارس 27, 2015 1:13 pm من طرف احمد نوفل
» مفاجاة برنامج التحاليل الطبية للمعامل
السبت مايو 18, 2013 8:30 am من طرف العنصور
» برنامج معمل التحاليل الطبية المتكامل
الإثنين يناير 28, 2013 5:49 pm من طرف riyadgood
» شركة الصادق الأمين للتوريدات الطبية
السبت نوفمبر 24, 2012 12:04 am من طرف mastermind77770
» برنامج معامل التحاليل الطبية Lab Program
الخميس نوفمبر 15, 2012 9:24 pm من طرف اسامه محمود محمد
» مفاجاة برنامج التحاليل الطبية للمعامل
الخميس نوفمبر 15, 2012 8:42 pm من طرف اسامه محمود محمد